فوازير رمضان اليوم العاشر

[size=46]انهم عشرة رجال ابرار صدقوا ما عاهدوا الله عليه وضربوا فى الاخلاص للحق والتفانى فى حب الله ورسوله اروع الأمثال ومن عجب انهم لم يخرجوا للجهاد مع اخوانهم المسلمين ولكن الله كتب لهم ثواب المجاهدين الصاصقين وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذوالفضل العظيم اجل لقد كان ذلك فى غزوة تبوك وفى السنة التاسعة من الهجره وكانت قد وضحت قوة المسلمين بعد فتح مكة وغزوة حنين وتغلغل نفوذهم فى أرجاء الجزيرة العربية وبينما كان النبى صلى الله عليه وسلم يعمل على تثبيت دعائم الدولة الاسلامية المظفرة اذ جاءته اخبار من بلاد الروم انها تجمعت لغزو بلاد العرب الشمالية ولذا عزم عليه الصلاة والسلام على مواجهة هذه القوى بنفسه والقضاء عليها قضاء يبدد كل امل فى الهجوم على المسلمين . [/size]
[size=46]وفاتح الرسول بعزمه على الخروج لقتال الروم وارسل الى المسلمين يستنفرهم ويحثهم على التبرع لتجهيز الجيش بالمال والعتادو الرجال فاستجابت الكثيرة الكاثرة من المسلمين واقبلوا جماعات حتى ضاق بهم فضاء الصحراء يسوقون امامهم خيلهم وابلهم وتبارى كبارهم فى الانفاق وشراء السلاح حتى ان عثمان بن عفان أنفق عشرة آلاف دينار واعطى ثلاثمائة بعير وخمسين فرسا فقال صلى الله عليه وسلم :" اللهم ارض عن عثمان فانى راض عنه " وجاء ابو بكر بكل ما عنده وهو اربعة آلاف درهم فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم :" هل ابقيت لأهلك شيئا ؟ فقال : ابقيت لهم الله ورسوله ، وجاد عمر بن الخطاب بنصف ماله وهكذا تبارى اصحاب الرسول فى الأنفاق لتجهيز هذه الغزوة بأموالهم وانفسهم .. وقد بلغ عدد الجيش الاسلامى ثلاثين الفا فيهم عشرة آلاف من الفرسان وخرج هذا الجيش العظيم الى الجهاد سراعا يضربون فى البيداء المترامية ويعبرون الصحراء القاسية بين الحر المرمض والسموم اللافح لا يكترثون بوعثاء السفر ووعورة الطريق ولا يثنيهم عن غايتهم ما يحيط بهم اذ ذاك من المتاعب والمخاوف والأراجيف التى يذيعها المنافقون بل يجدون فى طاعة الله ورسوله امنا وسلاما وظلا ظليلا نغنيهم عن ظلال الدنيا الزائلة ومتاعها الفانى القليل. [/size]